إرضــَاع الـكـبـيــر بـيــنْ الـحــق والـبــَاطــل !!

بــِســمـ الله ..
والـحـمــُد لله ..
والـصــلاة والـســَلامـُ عـَلـى رســُول الله صـَلـى الله وعـلـيـه وســَلــمــ ..
إخـــُوتـى
فـى الله قــَال صـَلـى الله وعـلـيـه وســَلــمـ :: ‏ ‏إِنِّي تَارِكٌ
فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا
أَعْظَمُ مِنْ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى
يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ ‏ ‏تَخْلُفُونِي ‏
‏فِيهِمَا ‏
(3720) الـتـرمــِذى
لــِذا إخــُوة الإســَلامـ إذا
خــَرج عــَلـيـنــا مــُبـتــدع أو مــُخــِرف ،،، يـَقــُول مــَالــمـ
يــأتـى بــِه رســُول الله فــُوجــب عـلـيــنــا الــَرد مــِنْ
كــِتـاب الله وسـُنـة نـبـيـه مــِصــداقـاً لـقــُولــِه تـعــَالـى ::
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
فـمــُوضــوع
الـيــُومــ هــُو إرضــَاع الـكــِبــار ومــَاتــداولـتــُه الـصــُحــف
وغــيرهــَا فـى فـتــُوى الـدكـتـور /عــِزت عـطـيـه ،،، رئـيـس قــِسـمـ
الـحــديـث بـكـُلـيـة أصــُول الـديـنْ جــَامـِعـة الأزهــَر وهــى
تـُبـيـح إرضــَاع الـكــِبـار خـمـس رضـعـات حـتـى تـُحــِلل الـخـِلــوه
فـى الـعـمــل ،،، وهــَذا مــَايـُخــَالـف جـُمـهــور أهــَل
الـِعـلــمــ

وإلـيــكــُمـ أراء الـعـُلـمــاء ::
الـســُؤال
:: مــَاحــُكـمـ إرضــَاع الـكـبـيــر ؟ ومــَاهــُو حــُرمـتـه ؟
ومــَالـراجـِح فـى هــَذه الـمـســألـه ؟ أفــتــونــا جــَزاكــُمـ الله
خـيـراً
( الـجــُواب )
إرضــَاع الـكـبـيـر هــُو إرضــَاع مـَنْ
عــُمـره فــُوق حــُولـيـنْ لـِقــُوله تـَعـالـى {‏وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن
يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ‏}‏ ‏[‏سورة البقرة‏:‏ آية 233‏]
‏ وحــُكــمــه
أنـُه لايـجــُوز ،،، ولــُو وقــَع فــإنــُه لايـنـشــُر الـحــُرمــه
عـِنـد الـجـُمـهــور،،،أمــَا قــِصــة ســَالــمـ مــُولـى أبـى
حــُذيـفـه ،،، فـهـى واقـعـة عـيـنْ لاعـُمــومـ لـهــا ( والله
أعــلــمـ ) .
الـمـُفـتـى :: صــَالـح بـِنْ فــُوزانْ الـفــُوزانْ

فـتــُوى الـشـيـخ إبــنْ بــَاز ( رحـِمــُه الله )
رســَالـه مـِنْ أمـُ بــَلال :: خـمـيـس مـشـيـط ،،، تـقــُول :: مــَاهــُو الــَراجـِح فـى إرضــَاع الـكــَبـيــر ؟
( الـجــُواب)
الـحـمــُد
لله وصـَلـى الله وسـَلــمـ عــلـى رســُول الله وعـَلـى آلـِه وصـحـبــِه
ومـَنْ إهـتـدى بـهـداه أمــَا بـعـد :: فـقــد إخـتـلــف أهــَل
الـعــِلــمـ فـى رضــَاع الـكـبـيـر هـَل يــُؤثـِر أمــ لا ،،، والـسـبب
فـى ذلــِك أنــُه ورد فـى الـحـديــث الـصـحـيـح عـَنْ عــَائـشـة رضــى
الله عـَنـهـا أنْ الـنبـى صــَلـى الله وعـلـيـه وســَلـمـ أمــَر
سـهـلـة بـِنـت سـُهــيل أنْ تــُرضــَع ســَالــمـا مــُولـى أبـى
حــُذيـفــه ،،، وكــَانْ كـبـيـراً وكــَانْ مــُولـى لـَدى زوجـهــا ،،،
فـلـمـا كـبــر طــلـبــت مــِنْ الــنبــى صـَلـى الله وعـلـيـه
وســَلـمـ الـحــل لـِهــذا الأمــَر ،،، فــأمـَرهــَا أنْ تــُرضــعـه
خـَمــس رضـعـات ،،، فـأخـتـلـف الـعـُلمـاء فــى ذلــك ،،، والـصـحـيـح
مــِنْ قــُول الـعـُلـمــاء أنْ هــَذا خــَاص بـســَالـمـ وبـُسـهــلـة
بـِنــت ســُهــيـل ،،، ولـيـس لـعــَامــة الأمــُه ،،، كــمــَا
قــَالــُه أغـلــب أزواج الـنبــى صـَلـى الله وعـلـيـه وســَلــمـ
وقــَالــُه جـمـُع غـفــير مـِنْ أهــَل الـِعـلــمـ وهــَذا هــُو
الـصــُواب ،،، لـقــُوله صـَلـى الله وعـلـيـه وســَلــمـ :: ( لا
رضــُاع إلا مــَافـتــق الأمـعــَاء وكـَانْ قـبـل الـفـِطــامـ ) ،،،
ولـقــُوله أيـضـاًُ (إنـمــا الـرضــَاعـة مــِنْ الـمـجــَاعــه ) رواه
الـشـيـخــَانْ فـى الـصـحـيـحـيـنْ ،،، ولـقــُوله أيـضـاً :: ( لا
رضــُاع إلا فـى الـحــُولـيـنْ ) ،،، فـهــذه الأحــَاديــث تــدُل
عــَلـى أنْ الــُرضــَاع يــخـتـص بـالـحــُولـيـنْ ولايـُؤثـر
الـُرضــَاع بـعـد ذلــك وهــَذا هــُو الـصــُواب والله جــَل وعــَلا
ولـى الـــُوفـيـق .

الـســُؤال :: أريـُد أنْ أســأل عـَنْ
مــُوطــأ مــَالـك ( كـِتــاب الـُرضــاع ) بــَاب مــَاجـاء فـى
الــِرضــاعـه بـعـد الـكــِبـر ،،، ومــَاهـذا الـهــُراء والأفـتــراءات
( خــَاصـة إنْ جــَاء ذكــِر بـغـيـض للـسـيـده عـائـشـه فـيـه ) وكـيـف
يـتـمـ نـشــُرهـا فـى مــُواقـع أحــَاديـث إســَلامـيـه ،،، أرجــُو
الإجــَابـه
( الـفــتــُوى )
الـحـمــُد لله والـصـلاة والـســَلامـُ عـلـى رســُول الله وعـلـى آلـِه وصـحـبــِه ،،، أمــَا بـعــد ::
فــإنْ
الـحــديـث الـمـُشــَار إلـيــه حــديـث صـحـيـح ولـيـس فـى الـمـُوطـأ
وحــدُه بــَل هــُو فـى أكـَثــر دواويـنْ الـســُنــه ،،، فــأصـلــُه
فـى الـصـحـيـحـيــنْ وغـيرهــُمـا ،،، فـقــد ذكــَر البـُخــار
بـسـنــدُه عـَنْ عــَائــِشــة رضـى الله عـَنـهـا زوج الـنبــى صـلـى
الله عـلــيه وسـَلــمـ :: أنْ أبــَا حــُذيـفـة وكــَانْ مـِمــنْ
شـهــد بــَدراً مــَع رســُول الله صـَلـى الله عـلـيـه وســَلــمـ
تـبـنـى ســَالـمـا وأنـكـُحــه بـِنـت أخــيـه هــِنـد بـِنـت
الــُولـيـد بِنْ عــتبــه وهــُو مــُولـى لإمــِرأه مــِنْ الأنـصــَار
،،، كـمــَا تـبـنــى رســـُول الله صـَلـى الله عـلـيـه وســَلـمـ
زيــداً وكـَانْ مـَنْ تـبـنــى رجــُلاُ فـى الـجــَاهـلـيــه دعــَاه
الـنــَاس إلـيـه وورث مـِنْ مــيــراثــُه حــَتــى أنــَزل الله
تـعــَالـى :: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ
فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ
وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ
وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
}الأحزاب5
فـجــاءت سـهـلـة الـنبـى صـَلـى الله عـلـيـه وســَلـمـ فـَذكــر الـحــديث .
وقــَد
ذكــُره الإمــَامـ مــَالـك تـَحـت عــِنــُوانْ ( مــَاجــاء فـى
الـرضــَاعـه بـعـد الـكـِبـر ) لـيـُبـيـنْ مــَاحـُكــمـ الـشــَرع فـى
ذلــِك ومــَذاهــب أهــَل الـعــِلــمـ فـيــه ،،، ثــُمـ ذكــَر فـى
هــَذا الـبــَاب أنْ جــُمـهــور أهــَل الـِعــلــمـ مــِنْ
الـصـحــابـه يـذهــبــُونْ إلـى أنْ الـرضــَاعـه لايـحــُرمـ مــِنهــا
إلأ مــَاكــانْ فـى الـحــُولـيـنْ _ الـذيـنء هــُمـا مــُدة
الـِرضــاعــه _ ومـِنْ هــُؤلاء عـمـرو وإبـنْ مـسـعــود وأمـُ سـَلـمـه
كـمـا فـى الأثــَار الـتـى ذكــَرهـا مــَالـك فـى الـمـُوطـأ بـعـد
الـحـديـث الـمـذكــُور مـُبــَاشــره وأنْ هــَذه الـقــصـه خـَاصـه
بـســهـلـه دونْ غــيرهـا ،،، وكــَانْ ذلــِك مــَذهــب أبـى مـُوســى
الأشـعـرى ورجــَع عــَنــُه إلـى قــُول إبـنْ مـسـعـود رضـى الله
عـنـهــُمـ أجـمـيـعـنْ ،،، وهــُو مــَذهـب أهــَل الـظــَاهــر ،،،
وقــَد أسـتـقــرت مــَذاهــِب أهــَل الـســُنــه عــلـى أنْ رضــُاع
الـكـبـيـر لايـحــرمـ ،،، وذهــَب شيـخ الأســَلامـ إبـنْ تـيـمـيــه
رحــمــُه الله إلـى أنْ مـَنْ حــَالـــتـهــا كـَحــالـة سـهـلـة يـجـوز
لـهـا أنْ تـسـتـعـمـل رضــُاع الـكــِبـيـر ،،، وقـــَد بـيـنـا ذلـك فـى
الـفـتـوى رقــمـ 3901 .
وأمــَا فـى الـحـديـث فـإنــُه فــِهــمـ
خــَاطـئ وغـلـط بـيـنْ فـإنْ قــُولـه ( فـأخــذت بـِذلـك عـَائـشـة أمـُ
الـمــُؤمـنـيـنْ فيـمــنْ كــَانـت تـُحــب أنْ يـدخــُل عـلـيـهـا
مــِنْ الــِرجــَال ،،، فـَكـانـت تـأمــُر أخـُتـهـا أمــُ كـلـثــومـ
بـِنـت أبـى بـكـر الـصـديـق وبـَنـات أخـيـهـا أنْ يـُرضـعـنْ مـَنْ
أحـبـت أنْ يـددخــُل عـلـيـهـا مـِنْ الــَرجـال ) ،،، مـعــنـاه أنْ
رُضــاع الـكـبـيـر يـنـُشـر الـحــُرمــِه عــِنـدهــا كـمـا ذكــِرنـا
،،، فـمـنْ أرضـعـتــُه أخـُتـهـا أو إحــدى بـنـات أخـُتهـا يـكـونْ
إبـنْ لأخـُتهـا مـِنْ الـِرضــاعـه ،،، ومـعـلـومـ أنْ إبـنْ الأخــُت
مــِنْ الـِرضـاعـه يـكــُوونْ مـُحـرمـاً عــِنـد الـجـمـيـع ،،، كـمـا
فـى قــُوله تـعـالـى :: وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ {النساء:23}
وقــُول
الـنبـى صـَلـى الله وعـلـيـه وســَلـمـ :: الــِرضـاعـه تـُحــرمـ
مــَاتـحــرمـ الــُولاده . مـُتـفـق عـلـيـه ،،، وهــُؤلاء الـذيـنْ
يـَدخــُلــونْ لـيــروا عـَنـهـا أحــَاديـث الـنـبـى صـَلـى الله
عـلـيـه وســَلـمـ يـدخــلــُونْ عـلـيـهـا وهـى فـى كــَامـل سـِتـرهــا .
والله أعــلــمـ

وبـعــد
أنْ أوردنــا رأى الـعـُلـمــاء يـتـضــح لـنــا رأى جـُمـهــور
الـعـُلمــاء فـى إرضــَاع الـكـبـيــر ،،، وأنـُه لايـحــُرمـ
ولايـُجـيـز الإخـتـلاء بـالـمـرأه لأنـُه لايـُؤثـِر
وفـى الـخـِتــامـ أســأل الله أنْ يـغـفــر لـَنـا خـطــَايــانــا ويـعـفــُو عـَنْ الـسـيــئـات
ربـنــا آتـنــا فـى الــدُنـيـا حـسـنـة وفـى الأخــِرة حـسـنـة وقـِنـا عــَذاب الـنــَار
آمـيـنْ آمـيـنْ آمـيـنْ آمـيـنْ آمـيـنْ آمـيـنْ
وصــلـى الله وسـلـمـ وبــَارك عـَلـى سـيـد الـنبـيـيـنْ صـَلـى الله عـلـيـه وسـلــمـ
والـسـَلامـُ عـلـيـكــُمـ ورحـمــُة الله وبـَركـاتــُه